
رغم النهاية الحزينة التي خيّمت على الجولة الأخيرة من الدوري الجزائري للموسم 2024-2025، عقب حادثة سقوط مشجعين لنادي مولودية الجزائر من مدرجات ملعب 5 جويلية خلال مواجهة تتويج العميد أمام نجم مقرة، فإن البطولة شهدت على مدار موسمها محطات وظواهر بارزة تستحق التوقف عندها.
تتويج بطعم الحزن:
تُوّج نادي مولودية الجزائر بلقب البطولة للمرة التاسعة في تاريخه، وللموسم الثاني تواليًا، لكن الفرحة غابت بعدما تحوّل الاحتفال إلى مأساة، تصر وفاة 3 مناصرين ( رحمهم الله) و العديد من المصابين ، ما دفع إلى تأجيل حفل تسليم درع البطولة.
مقصلة المدربين لم ترحم أحدًا:
و شهد الدوري الجزائري هذا الموسم ايضا رقماً قياسياً في تغيير المدربين، حيث تعاقَب 36 مدربًا على تدريب 16 ناديًا، ولم ينجُ من هذا “النزيف” سوى ناديا شباب قسنطينة (بقيادة خير الدين مضوي) وجمعية الشلف (بقيادة سمير زاوي)، وهما الوحيدان اللذان حافظا على استقرارهما الفني طيلة الموسم.
موسم عقيم تهديفيًا و هدافون بأرقام متواضعة:
بالإضافة إلى ذلك، شهدت البطولة الوطنية هدا الموسم انخفاضًا كبيرًا في عدد الأهداف مقارنة بالموسم الماضي، حيث سُجلت 455 هدفًا فقط، بتراجع بلغ 101 هدف، هذا الرقم يعكس ضعف النجاعة الهجومية وغياب المهاجمين الفعالين في أغلب الأندية.
و تصدّر نجم نادي بارادو، عادل بولبينة، ترتيب الهدافين برصيد 20 هدفًا، يليه مهاجم شباب بلوزداد أيمن محيوص بـ14 هدفًا فقط ، كل هذه الأرقام تعكس بشكل واضح شُحّ الجانب الهجومي في أغلب الأندية، نتيجة اعتماد نهج دفاعي مفرط، ما جعل الحصيلة التهديفية العامة متدنية مقارنة بالمواسم الماضية.
مدربون أجانب.. على منصات التتويج:
ما ميز موسم 2024-2025 من البطولة المحترفة الأولى، هو هيمنة المدربين الأجانب على المراكز الثلاثة الأولى، حيث توّج التونسي خالد بن يحيى مع مولودية الجزائر باللقب، وجاء الألماني جوزيف زينباور في الوصافة مع شبيبة القبائل، يليه مواطنه سعد راموفيتش مدرب شباب بلوزداد في المركز الثالث.
هذه السيطرة تؤكد ثقة الأندية الجزائرية في الكفاءات الأجنبية، خاصة في الفرق المنافسة على الألقاب.
فرق العاصمة تحتكر درع البطولة منذ سنوات !
منذ تتويج شباب قسنطينة بلقب موسم 2017-2018، لم يغادر درع الدوري العاصمة الجزائرية، ليُواصل احتكاره بين اتحاد العاصمة، شباب بلوزداد، ومولودية الجزائر.
فقد تُوّج الاتحاد بلقب 2019، تلاه سيطرة بلوزداد لأربعة مواسم، ثم جاء دور المولودية للتتويج بلقبي 2024 و2025 ، فيما ظلت أندية عريقة كـ وفاق سطيف وشبيبة القبائل خارج دائرة البطل، رغم محاولات متقطعة لاستعادة الأمجاد.
شغب متواصل رغم العقوبات:
وشهدت الملاعب الجزائرية هذا الموسم ارتفاعًا لافتًا في أعمال الشغب والعنف داخل المدرجات، على الرغم من الإجراءات الصارمة والعقوبات التي فرضتها الرابطة.
حوادث متكررة شوهت صورة البطولة، وأثارت تساؤلات جدية حول فعالية التدابير الأمنية وضرورة مراجعة أساليب الردع والوقاية.
رغم الغموض الذي طغى على نهاية الموسم، فإن هذه الأرقام والمؤشرات تسلط الضوء على واقع الكرة الجزائرية حاليًا، بين ضعف هجومي واضح، وسطوة أجنبية على العارضة الفنية، واحتكار مستمر من أندية العاصمة… فهل يشهد الموسم القادم تصحيحًا للمسار؟ .