
اثار قرار الاتحاد الغيني القاضي بنقل مباراته المرتقبة أمام المنتخب الجزائري إلى ملعب “محمد الخامس” بالدار البيضاء، الكثير من الجدل و هو ما فتح باب التساؤلات مجددًا حول مدى تأثير هذا القرار على مشوار “الخضر” في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 .
كل هذا خاصة وأن المواجهة تُعد من بين المحطات المفصلية في سباق التأهل، في وقت يواصل فيه أشبال بيتكوفيتش فرض سيطرتهم على قمة المجموعة بثبات وثقة.
وتباينت ردود الأفعال بين من اعتبر الخطوة مجرد إجراء تنظيمي نظراً لعدم مطابقة ملعب العاصمة الغينية “كوناكري” للمعايير، وبين من رأى أن هذه الخطوة قد تكون عاملاً مساعداً للمنتخب الجزائري أكثر من منافسه الغيني، خاصة في ظل الأجواء المغاربية والعدد الكبير من الجالية الجزائرية في المغرب، ما قد يُحوّل مدرجات ملعب “محمد الخامس” إلى نقطة ضغط لصالح الجزائر.
وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد ترك ملف الملعب معلقاً منذ أسابيع، إلى أن فشلت كل المحاولات الغينية في تأمين ملعب بديل في كوت ديفوار أو أوغندا، ما اضطرها لاختيار الدار البيضاء، نفس المدينة التي تستضيف لقاء الصومال وغينيا في الجولة السابعة أيضاً.
وفي هذا السياق، أكدت تقارير إعلامية أن هذه الخطوة ليست مدعاة للقلق، بل العكس تماماً، فهي تُعتبر فرصة مواتية لرجال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش لحسم التأهل مبكراً، اعتماداً على “المنطق الكروي” الذي يصبّ لصالح المنتخب الجزائري من عدة نواحٍ:
أولاً، الجزائر تتصدر المجموعة برصيد 15 نقطة من أصل 5 مباريات، بفارق 3 نقاط عن أقرب مطارديها، منتخب موزمبيق، مع فارق أهداف مريح جداً (+10) مقارنة بمنافسيها المباشرين.
ثانياً، يخوض المنتخب الوطني لقاء الجولة السابعة أمام بوتسوانا في تيزي وزو يوم 4 سبتمبر، وفي حال فاز بها ورفع رصيده إلى 18 نقطة، سيكون على بُعد خطوة واحدة من التأهل الرسمي.
ثالثاً، من الناحية الحسابية، إذا تعثر منتخب موزمبيق أمام أوغندا في كامبالا، فإن الفارق قد يتسع إلى 6 نقاط قبل الجولة الثامنة، مما يجعل مواجهة غينيا في الدار البيضاء “مباراة إعلان التأهل” بنسبة كبيرة.
بناءً على ذلك و رغم خسارة الجزائر المفاجئة أمام غينيا في الذهاب (2-1)، إلا أن ظروف تلك المباراة لم تكن طبيعية. فالتشكيلة كانت غير مكتملة، والمرحلة الانتقالية التي عرفها الفريق مع تغيير الجهاز الفني أثرت على الأداء.
الآن الوضع مختلف تماما ، فالفريق أكثر انسجاماً، والمدرب السويسري بدأ يضع بصمته بوضوح، خاصة بعد الانتصارات المقنعة الأخيرة.
وبناءً على هذه المعطيات، يُمكن القول إن كل الظروف تصبّ في مصلحة الخضر، لحسم التأهل التاريخي للمرة الخامسة إلى المونديال، خصوصاً إذا نجح المنتخب في استغلال الجولة السابعة كما يجب.