اضحى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) غارقا في التسيير الهاوي للكرة الافريقية ، فالهيئة التي يفترض أن تقود القارة السمراء نحو التقدم لاتزال تواصل انحيازها الفاجر لمصالح أطراف معينة على حساب العدالة والشفافية.
من جوائز حفلات التكريم التي أزاحت مستحقين عن منصات التتويج، إلى قرارات غير مبررة بشأن اختيار الدول المستضيفة للمسابقات الكبرى، تسجل “الكاف” نقاطاً سلبية تزيد من تلطيخ صورة القارة السمراء التي تعاني في مختلف القطاعات، والرياضة ليست استثناءً.
أضف إلى ذلك فضيحة قميص نهضة بركان، الذي يضم خريطة الصحراء الغربية، و التي مثلت انتهاكاً صارخاً للأعراف الكروية العالمية، كل ذلك يعكس صورة سيئة عن هيئة تبدو عاجزة عن تحقيق أدنى معايير الاحترافية.
أحد أبرز الأمثلة على ضعف الكاف هو ملف اختيار الدولة المستضيفة لكأس أمم إفريقيا 2025، فقد تم استبعاد الجزائر رغم جاهزيتها المثبتة على أرض الواقع، ليُمنح شرف التنظيم للمغرب في خطوة شابتها علامات استفهام كثيرة.
اللافت أكثر هو تأجيل موعد البطولة، في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف لمنح المغرب مزيداً من الوقت لاستكمال مشاريعه المتعثرة.
هذا التحيز الواضح يُظهر الكاف كمنظمة تعمل لإرضاء أطراف معينة دون اعتبار لمعايير الكفاءة والجاهزية.
ما يزيد من غرابة الوضع أن الجزائر نجحت خلال السنوات الأخيرة في تنظيم عدة تظاهرات رياضية عالمية، مثل بطولة “الشان” وألعاب البحر الأبيض المتوسط.
كما أن ملاعبها الحديثة مثل ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، وميلود هدفي بوهران، وملعب 19 ماي بعنابة، تعد بمقاييس عالمية وتفوق منشآت بلدان أخرى.
ومع ذلك، تم استبعادها من تنظيم “كان 2025”، بينما يعاني البلد المستضيف من تأخر واضح في تجهيز البنية التحتية المطلوبة.
في ظل هذا التسيير العشوائي، يتزايد الحديث عن احتمال تأجيل جديد لـ”كان 2025”، أو حتى استنجاد الكاف بدولة مثل الجزائر لتنظيم نسخة 2027.
لكن الجزائر، التي انسحبت سابقاً من السباق بسبب غياب الشفافية، ليست مستعدة لتلعب دور “رجل الإطفاء” مرة أخرى ، ويبقى الكاف في مواجهة خيارات محدودة بين عدم جاهزية المغرب وسيناريو التأجيل.
المشهد الحالي لكرة القدم الإفريقية يعكس أزمة عميقة في القيادة والإدارة ، فالصور المتداولة لمنشآت غير مكتملة، والقرارات المثيرة للجدل، تسيء لسمعة القارة وتؤكد الحاجة إلى تغيير جذري في منظومة الكاف.
وحدها ثورة داخلية يمكنها إعادة الأمور إلى نصابها ووضع الكرة الإفريقية على طريق الاحتراف والشفافية.