
تتجه أنظار الجماهير الجزائرية، مساء اليوم السبت، نحو ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي، الذي سيكون مسرحًا لنهائي كأس الجزائر في نسختها الـ58، بين فريقين عريقين هما شباب بلوزداد واتحاد العاصمة، انطلاقًا من الساعة الخامسة مساءً. مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، باعتبارها الفرصة الأخيرة لكل طرف لإنقاذ موسمه وتفادي الخروج دون ألقاب.
يدخل شباب بلوزداد المباراة بطموح التتويج بالكأس العاشرة في تاريخه، بقيادة المدرب الألماني سيد راموفيتش، بعد موسم محبط في الرابطة المحترفة الأولى، تُوّج بخيبة الأمل في الجولة الأخيرة بعد تضييع ورقة المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا، والاكتفاء بالمركز الثالث. كما أن الفريق خسر لقب كأس السوبر أمام مولودية الجزائر، وخرج مبكرًا من منافسة دوري الأبطال، ليبقى لقب الكأس بمثابة طوق النجاة لإرضاء جماهير “لعقيبة” وإنقاذ الموسم.
ويمتلك شباب بلوزداد خبرة نهائيات الكأس، حيث يخوض النهائي الرابع تواليًا (2019، 2023، 2024، و2025)، ما يعزز من حظوظه في تحقيق اللقب، خاصة أنه الفريق الأكثر تتويجًا في المسابقة بـ9 ألقاب. كما سبق له مواجهة الاتحاد في خمس نهائيات، حسم منها ثلاثًا لصالحه، ما يمنحه أسبقية تاريخية على منافسه.
في الجهة المقابلة، يجد اتحاد العاصمة نفسه في وضعية لا تُحسد عليها، بعد موسم باهت أنهاه في المركز الثامن في الدوري بـ40 نقطة، بفارق 18 نقطة كاملة عن البطل مولودية الجزائر. ويُعد نهائي اليوم الفرصة الأخيرة لأبناء “سوسطارة” لتحقيق لقب هذا الموسم، بعدما عانوا من تذبذب في الأداء عقب رحيل المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، ويأمل المدرب المؤقت محمد لاسات في إعادة الروح للمجموعة وتحفيز اللاعبين لتحقيق تتويج يُرضي الجماهير الغاضبة.
ويمثل هذا النهائي المواجهة السادسة في تاريخ لقاءات الفريقين في نهائي كأس الجزائر، حيث فاز بلوزداد في ثلاث نسخ (1969، 1970، 1978)، بينما فاز الاتحاد في اثنتين (1988، 2003). ويسعى الاتحاد لمعادلة رقم شباب بلوزداد في عدد الألقاب، إذ يملك 8 ألقاب مقابل 9 لخصمه.
وتُعد هذه النسخة من نهائي الكأس واحدة من أكثر النهائيات المنتظرة، نظرًا للتاريخ العريق والتنافس الطويل بين الفريقين، فضلًا عن أهمية المباراة من الناحية المعنوية والجماهيرية، خصوصًا وأن كلا الفريقين يطمح لكتابة فصل جديد من المجد الكروي، في منافسة تُعد الأعرق محليًا.
إنها ليست مجرد مباراة نهائية، بل صدام كروي ناري بين فريقين يملكان قاعدة جماهيرية ضخمة، وذاكرة حافلة بالمواجهات التاريخية، حيث سيبحث شباب بلوزداد عن مواصلة الهيمنة، بينما يسعى اتحاد العاصمة لتدارك موسم مخيب وتقديم نهاية تُرضي عشاق اللونين “الأحمر والأسود”.