شهدت مباراة شباب بلوزداد أمام الأهلي المصري في دوري أبطال إفريقيا سقوطًا تاريخيًا، حيث تعرض الفريق الجزائري لهزيمة قاسية بنتيجة 6-1، ما أثار تساؤلات كثيرة حول وضع كرة القدم الجزائرية على الساحة القارية.
التراجع المستمر للأندية الجزائرية
لم يكن انهيار شباب بلوزداد حالة معزولة، بل يعكس تراجعًا عامًا للأندية الجزائرية في المنافسات الإفريقية. بعد أن كانت الفرق الجزائرية تهيمن على الساحة القارية، أصبحت اليوم عاجزة عن مقارعة الكبار.
هذا التراجع يعود إلى عوامل متعددة، أبرزها الخيارات الإدارية والفنية غير المدروسة.
سياسة تهميش المواهب الشابة
تعتمد الأندية الجزائرية بشكل متزايد على لاعبين كبار في السن بدلاً من الاستثمار في المواهب الشابة ، على سبيل المثال، استغنى شباب بلوزداد عن اللاعب زين الدين بوتمان، البالغ من العمر 24 عامًا، مع بداية الموسم الحالي لتأهيل إسلام سليماني صاحب الـ36 عامًا.
هذه السياسات تُظهر قصر النظر وعدم التركيز على بناء مستقبل الفريق.
ضغط الجماهير والاختيارات العشوائية
تلعب الجماهير دورًا مؤثرًا في توجيه إدارات الفرق نحو تعاقدات قائمة على الأسماء اللامعة بدل الأداء الحقيقي.
هذا التعصب الجماهيري يدفع الأندية إلى إنفاق أموال طائلة على لاعبين لا يقدمون الإضافة المطلوبة، مما يؤدي إلى تدهور الأداء القاري للفرق الجزائرية.
التجربة الناجحة لشبيبة القبائل
على النقيض من ذلك، قدّمت شبيبة القبائل نموذجًا يُحتذى به في إدارة الفرق الجزائرية، حيث تمكنت في 2021 من الوصول إلى نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية بأسماء شابة، قبل أن تخسر أمام الرجاء البيضاوي.
تجربة الشبيبة أكدت أهمية الاعتماد على المواهب الشابة وتطويرها لتحقيق النجاح.
إهدار الأموال وضعف التخطيط
تعاني الأندية الجزائرية من ظاهرة “رمي الأموال من النافذة”، حيث تُصرف مبالغ كبيرة على تعاقدات غير فعالة بدل الاستثمار في تكوين اللاعبين وبناء فرق تنافسية.
هذه السياسات لا تخدم سوى مصالح آنية، بينما يظل مستقبل الكرة الجزائرية القارية في خطر.
إلى أين تتجه الكرة الجزائرية؟
مع هذه الخسائر المتكررة والمستويات المتراجعة، تبرز أسئلة ملحّة:
هل يمكن للأندية الجزائرية أن تستعيد مكانتها في إفريقيا؟
لماذا لا يتم تبني نماذج ناجحة من التتويجات السابقة لأندية مثل اتحاد العاصمة، وفاق سطيف ، و شبيبة القبائل؟
إلى متى ستستمر سياسة الاعتماد على اللاعبين الكبار وتهميش المواهب الشابة؟
إن الكرة الجزائرية بحاجة إلى إعادة نظر شاملة في سياساتها الإدارية والفنية، مع التركيز على تطوير الشباب، تحسين التخطيط، والتعلم من التجارب الناجحة ، فإعادة الهيمنة القارية لن تتحقق إلا بالعمل الجاد والمستدام.