هيمنت السلطة المغربية بقيادة فوزي لقجع على صناعة القرارات في الاتحادية الافريقية لكرة القدم منذ سنوات، خدمةً لمصالح المخزن ، و كان لتراجع نفوذ الجزائر بعد رحيل رئيس الفاف السابق محمد روراوة فرصة كبيرة للمغربي الذي استغل حالة الفراغ وتغيّر موازين القوى على مستوى الهيئة القارية .
و تماما مثلما تسارع نفوذ لقجع في هرم السلطة على مستوى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بدأ العد التنازلي لسقوطه الحر ، بعدما استفاقت الكاف أخيرا من سباتها الطويل لينقلب السحر على الساحر مع بداية منافسات نسخة كان كوت ديفوار.
فوزي لقجع خادم المخزن المغربي ، فشل هذه المرة، في استغباء واستعباد الأفارقة في عرسهم الكروي ، ليتلقى الصفعات الواحدة تلو الاخرى طيلة فعاليات البطولة.
البداية كانت مع حادثة نجم منتخب الكونغو الديمقراطية، مبيمبا، الذي تلقى عبارات عنصرية ، من قبل المدرب المغربي وليد الركراكي عقب مباراة البلدين و كانت تلك الحادثة بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، بل كشفت حقيقة “مشاعر” المغرب اتجاه إفريقيا ،و تجسيد مشروع استعباد الأفارقة ونشر هواية الانحناء .
أما مباراة منتخب المغرب بمنتخب بلد رئيس “الكاف”، فقد اثبت للجميع مستوى اشبال الركراكي ، امام شراسة لاعبي احفاد مانديلا ، ما دفع لقجع للقيام بتصرفات غريبة و منتقدة لرئيس الكاف بحد ذاته .
حادثة اخرى مهينة لهئية موتسيبي بطلها الحكم المغربي، رضوان جيد، الذي رفض إدارة المباراة الترتيبية، احتجاجا منه على عدم تكليفه بإدارة النهائي، و هي سابقة خطيرة برهنت لافريقيا و الافريقيين مدى استبادة المغرب، في نهاية الأمر، و رغبته المرضية في ارضاء مصلحة بلد على حساب قارة .
خير دلالة على استفاقة الكاف من تأثير مفعول “السحر المغربي” هو اعترافها بفضل الجزائر على المغرب بتعاملاتها وتعهّداتها ومواقفها مع الأفارقة ، بالمقابل جاء رد المغربي و ابواقه عن طريق انتقاد الدكتور باتريس موتسيبي، و هو مؤشر واضح على أن ممثل المخزن اقتنع بتراجع نفوذه .
تصرفات فوزي لقجع، غير الحكيمة جعلته من حيث لا يدري، يدق آخر مسمار في نعش المخزن قبل إعلان وفاته إفريقياً، و القائه في محيط الأطلس.