لعل اول ما يتبادر الى ذهنك بالحديث عن “هيئة فساد ” هو الاتحاد الافريقي لكرة القدم “كاف” ، الذي يواصل سلسلة فضائحه عبر سياسة بعيدة عن المنطق او الاحصائيات .
سنة 2023 لم تختلف كثيرًا عن سابقاتها ، الا انها تُلخص حجم الفساد الذي بات ينخر جسد الكاف ، ليُطبق موتسيبي عكس ما اكده في آخر زيارة له للجزائر، بأن أبرز أولوياته هي تنظيف البيت، لكن العكس هو ما حدث .
اول المواقف المخزية للهيئة القارية خلال السنة الجارية، هي انحيازها لعضو مكتبها التنفيذي المغربي فوزي لقجع ، حين غاب وفد بلاده “عن سبق الإصرار والترصد” عن منافسات كأس أمم افريقيا للمحليين بالجزائر، بحجة واهية و هي ضرورة التنقل من الرباط إلى قسنطينة عبر رحلة مباشرة على متن الخطوط الجوية المغربية بموجب “عقد” مبرم بين الاتحادية وشركة الطيران المغربية .
وعلى الرغم من عدم حضور المغرب الا ان القضية انتهت بطيها دون فرض اي عقوبات على الجارة الغربية على “ذنبها” ، رغم ان قانون المسابقة القارية واضح لانقاش فيه ، ويفرض عليه “الإدانة” بتغريمه بقيمة 150 ألف دولار أمريكي وإعلان إقصائه لطبعتين متتاليتين من الشان و هي سقطة مخزية لهيئة موتسيبي الذي فضّل مجاملة فوزي لقجع ، و ما هي الا البداية .
” نزوة” ثانية بطليها مرة اخرى المغربي و رئيس الكاف بعد ثلاثة اشهر فقط ، المغرب لم يتحجج بأسبابه الواهية عندما حضر إلى الجزائر للمشاركة في “كان” تحت الـ 17 عاما، عن طريق خط مباشر من المغرب إلى الجزائر ، وعلى ضرورة التنقل على متن “شريك” الاتحادية المغربية لكرة القدم، ونعني به طائرة الخطوط الملكية المغربية، كون المغرب حضر عبر رحلة غير مباشرة وعلى متن خطوط جوية أجنبية ، ليحضر مُرغما، بمعنى أن المغرب لم يُعاند حين تعلق الأمر بالحفاظ على مصالحه، ( كأس امم افريقيا للشبان هي مسابقة ثابتة و مؤهلة الى المونديال) ، ليتضح انه لم يخجل من ضرب مصداقية القارة السمراء خلال موقفه المخري في “الشان” …، “الكاف” أدارت ظهرها كالعادة للفضيحة، ولم تعترف بأن المغرب أهان القارة السمراء.
لن تكفينا الاسطر عن تعداد فضائح الهيئة الكروية الاولى في أفريقيا التي خضعت بفخر لسيطرة المغرب .
منح المغرب شرف تنظيم “كان 2025″، رغم أن القانون الأساسي لـ “الكاف” يفيد بأن “الأولوية” تسقط على أي مترشح نال في وقت سابق شرف التنظيم، بمعنى أن المغرب لم يكن صاحب أولوية في التنافس على تنظيم “كان 2025″، كونه نال فرصة تنظيم “الكان” في 2015، و الاسوء انه أخلّ بالتزاماته حين رفض تنظيمها في ذلك الوقت في آخر لحظة، بحجة وباء إيبولا.
عضو المكتب التنفيذي للكاف لقجع داس على هيبة الهيئة حين راح يعلن أمام البرلمان المغربي رسميا، بأن المغرب قد فاز بشرف تنظيم “كان 2025” قبل أن تعلن “الكاف عن ذلك، فالإعلان الرسمي المغربي قبل الرسمي من “الكاف”، هي إهانة غير مسبوقة في حق الكونفيدرالية ، غير أن ذلك لم يكن ليحرك الأفارقة كالعادة ، ما جعل المغرب “ينجح”، وبامتياز”، في الارتقاء بصناعة المهازل الكروية إفريقيًا .
الجمعية العامة لـ “الكاف” اختارت الليبي عبد الحكيم الشلماني للاحتفاظ بعضويته على حساب الجزائري جهيد عبد الوهاب زفيزف، في دليل صارخ على الهيمنة المغربية على هيئة موتسيبي و أضحت مؤثرة على كل القرارات لخدمة مصالح بلدهم ، و هو ما جعلنا نعيش عهد انحطاط غير مسبوق سيخلده التاريخ .
و قبل انقضاء سنة 2023 ، لم تستحي الكاف بإستبعادها لقائد الخضر رياض محرز، من قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب لسنة 2023، فمن غير المنطقي أن تسقط اسم لاعب نجم حصد ثلاثة ألقاب تاريخية الموسم الماضي مع ناد عملاق بحجم مانشستر سيتي، و كان مؤثراً في أغلب مقابلاته ، شأنه شأن اتحاد العاصمة، الذي اقصي من جائزة أفضل فريق في افريقيا 2023 بعد ان حصد لقبي كأس الكونفيدرالية و كأس السوبر الافريقي ، و في لقطة طريفة ابقت على ترشح المدرب الاسبق للاتحاد عبد الحق بن شيخة لقائمة افضل مدرب ، فهل من المعقول ترشيح مدرب فاز مع فريق بلقبين قاريين مع إسقاط اسم النادي ؟
بصيص امل في الافق قد ينصف الجزائر مستقبلا ، قد يكون السياسية التي ستنتهجها الفاف بقيادة وليد صادي ، الذي يرفض تزكية الكاف و قرارتها ، فقد برهنت مواقفه المتخذة منذ توليه رئاسة اتحاد الكرة الجزائري، انه سيكون ندًا قويا للرد على التطاولات اتجاه الجزائر ، على غرار إعلانه إنسحاب الجزائر من تنظيم كان 2025 ، قبل اعلان الفائز عنها ( معروف مسبقًا) فور علمه بكولسة أصدقاء المصالح ، أيضا اتخاذه قرارًا بمقاطعة حفل توزيع جوائز الكاف التي اقيمت هي الاخرى بالمغرب ، تضامنًا مع النجم رياض محرز و نادي اتحاد العاصمة.