محرز يدخل التاريخ من أوسع أبوابه: ارقام قياسية في انطلاقة “الخضر” في الكان

يواصل قائد المنتخب الوطني، رياض محرز، كتابة اسمه بأحرف بارزة في سجل الكرة الجزائرية، بعدما كان العنوان الأبرز لانطلاقة “الخضر” القوية في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.
ثنائية محرز أمام منتخب السودان، في مواجهة الجولة الأولى من دور المجموعات، لم تكن مجرد مساهمة تهديفية، بل رسالة واضحة تؤكد جاهزية المنتخب منذ أول ظهور، ودور قائده المحوري داخل المنظومة الفنية لفلاديمير بيتكوفيتش.
ولم يحتج محرز سوى دقيقتين فقط ليضع بصمته، حين افتتح باب التسجيل مبكرًا، مانحًا “الخضر” أفضلية نفسية، قبل أن يعود في الشوط الثاني ويضيف الهدف الثاني عند الدقيقة 61، مجسدًا حضوره الذهني والفني العالي، ومؤكدًا أنه لا يزال أحد أهم مفاتيح اللعب في المنتخب الوطني. هذا الأداء اللافت تُوّج بنيله جائزة أفضل لاعب في المباراة، بتنقيط مميز بلغ 9.1.
ثنائية قائد “الخضر” حملت في طياتها أبعادًا تاريخية، إذ وضعت حدًا لصيامه التهديفي في نهائيات كأس أمم إفريقيا، والذي دام 2355 يومًا، منذ آخر أهدافه القارية المسجلة في 14 جويلية 2019 أمام نيجيريا، من ركلة حرة خالدة في نصف نهائي “كان مصر”.
وبهذا التألق، فك محرز الشراكة مع الأسطورة لخضر بلومي، ليصبح الهداف التاريخي الأول للمنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا برصيد 7 أهداف، موزعة بين نسخ 2015 و2017 و2019، وصولًا إلى نسخة 2025.
كما منحت هذه الثنائية محرز أرقامًا قياسية إضافية، أبرزها تسجيله أسرع هدف في نسخة “كان 2025”، واحتلاله المركز الثاني ضمن قائمة أسرع الأهداف في تاريخ البطولة القارية بالتساوي مع الراحل كريستيان آتسو، فضلًا عن كونه أول لاعب جزائري يسجل في أربع نسخ مختلفة من كأس أمم إفريقيا، في دلالة واضحة على استمراريته في أعلى المستويات.
وعلى الصعيد الدولي، واصل نجم الأهلي السعودي تسلق سلم الهدافين التاريخيين للمنتخب الوطني، بعدما رفع رصيده إلى 36 هدفًا، ليعادل رقم الراحل مصطفى تسفاوت، محتلاً المركز الثاني في قائمة هدافي “الخضر” عبر التاريخ.
وتعكس أرقام محرز الإجمالية قيمته الكبيرة داخل المنتخب، إذ خاض 108 مباريات دولية، ساهم خلالها في 79 هدفًا ما بين تسجيل وصناعة، إلى جانب حضوره المؤثر في مختلف الاستحقاقات الكبرى، من كأس أمم إفريقيا، وتصفيات كأس العالم، إلى مشاركته في مونديال البرازيل 2014.
بهذه الأرقام والإنجازات، يؤكد رياض محرز مرة أخرى أنه ليس مجرد لاعب موهوب، بل قائد استثنائي يواصل صناعة الفارق وكتابة تاريخه الخاص مع المنتخب الوطني الجزائري.



