
انتهت مواجهة الجزائر والسودان بالتعادل السلبي في افتتاح منافسات المجموعة الرابعة لكأس العرب 2025، مباراة حملت علامات استفهام أكثر مما حملت من فرص، خصوصاً بعد النقص العددي الذي لعب به المنتخب الجزائري إثر طرد آدم وناس.
ورغم غياب الأهداف، فإن المواجهة قدمت 3 مشاهد بارزة تستحق الوقوف عندها وتحليلها و هو ماسنتطرق إليه في هذه السطور.
فيكتور لكحل رجل المباراة عن جدارة
اختير فيكتور لكحل رجل المباراة بجدارة بعد أن خطف أعلى تقييم من موقع “سوفا سكور” (7.7/10)، وهو اختيار لم يكن مجاملة بقدر ما كان اعترافاً بدوره المركزي في توازن المنتخب رغم النقص العددي.
تحليلًا ؛ بلغت نسبة تمريراته 100% في نصف ملعب الجزائر و هو ما يعد رقماً مميزاً في مباراة بدنية مغلقة.
ايضاً 3 استخلاصات – 5 افتكاكات – 7 استرجاعات… هذه الأرقام لا تُظهر مجرّد نشاط، بل ذكاء تموضع وقدرة على قراءة اللعب.
الأكيد أن أداءه في مباراة السودان لم يكن مجرد صدفة، بل رسالة واضحة للمدرب بأن اسمه يجب أن يُعاد التفكير فيه بجدية ، حيث تعيد هذه المعطيات فتح نقاش مهم: هل يكون لكحل أحد الحلول الجاهزة لمنتخب الأول خلال كأس أفريقيا الشهر الحالي في المغرب؟
سليماني يعود بعد 680 يوماً… ولكن بأي دور؟
عودة إسلام سليماني إلى أجواء المنتخب بعد غياب دام 680 يوماً كانت حدثاً بحدّ ذاته، خصوصاً أن آخر ظهور له كان في 23 جانفي 2024 أمام موريتانيا.
سليماني الذي خاض 102 مباراة دولية و69 مساهمة محققة (أهداف + تمريرات) ، و رغم كونه يحمل تاريخا ثقيلا ، إلا ان أداءه اليوم يطرح علامة استفهام كبيرة ؛ هل يكفي التاريخ لإعادة حجز مكان دائم؟
دخول إسلام في مباراة مغلقة مثل هذه أعاد الطمأنينة، لكنه وضع المدرب أمام معضلة بين خبرة الهداف التاريخي وحيوية الجيل الجديد ،لكن المنافسة ستكون أقسى من أي وقت مضى.
بركان… المعادلة الجديدة في هجوم الجزائر
اللاعب الشاب، نجم الوكرة القطري، كان أحد أبرز مفاجآت التشكيلة الأساسية، حيث فضّل المدرب إشراكه على حساب سليماني ..اختيارٌ أثار نقاشاً، لكنه سرعان ما برّر نفسه ميدانياً.
بركان قام بـ 10 صراعات ثنائية ناجحة من أصل 16 وهو رقم مذهل لمهاجم عمره 22 سنة في مباراة مضغوطة.
قوته البدنية وحضوره في العمق كشفا جانباً من الطابع الجديد الذي يحاول المنتخب بناءه و المتمثل في؛ السرعة، الجرأة، والصدام.
كما تُظهر أرقام اللاعب في الدوري القطري (5 أهداف + تمريرة حاسمة في 10 مباريات) تُظهر أنه ليس مجرد “اسم واعد”، بل مهاجم في تطور مستمر، فهل سيستمر كخيار أول في المباريات المقبلة، أم يعود المدرب إلى خبرة سليماني و منافسين أقوى؟
في النهاية، ورغم التعادل السلبي الذي لم يكن ضمن تطلعات الجماهير، قدّم المنتخب الجزائري مباراة صلبة لكنها غنية بالدروس ، خصوصًا وأنه لعب شوطاً كاملا بعشرة لاعبين فقط بعد طرد آدم وناس.
وبين عودة سليماني، وبروز بركان، وأداء لكحل اللافت، خرج “محاربو الصحراء” بنقطة مُرّة لكنها ثمينة في ظروف صعبة ، ليبقى التدارك واجبًا في المباراة القادمة أمام البحرين، فطريق الحفاظ على اللقب .



