
كشفت المباراة الودية الأخيرة أمام السويد، التي انتهت بخسارة مثيرة بنتيجة (4-3)، عن وجهين متناقضين لـ “الخضر” احدهما ظهر في الشوط الأول و الاخر في الشوط الثاني .
و كانت المرحلة الاولى الأسوأ على مستوى الانضباط والأداء، حيث بدا اللاعبون تائهين فوق أرضية الميدان، و تركوا السيطرة الكاملة للمنافس الذي لم يتأخر في استغلال الفوضى وسجل مبكرًا، وهو ما أربك الحسابات وزاد من الضغط النفسي.
و يرى متابعون ان التعب البدني بعد موسم طويل ساهم في هذا التراجع، مشيدين في الوقت ذاته بالذكاء التكتيكي للمنتخب السويدي، خاصة في استثمار أنصاف الفرص.
إلا أن اللوم الأكبر كان على مستوى الخط الخلفي للمنتخب ، بسبب ضعف الانسجام بين الثنائي المخضرم عيسى ماندي ورامي بن سبعيني، إلى جانب محمد فارسي، هذا التنظيم الدفاعي تأثر سلبًا أيضًا بتراجع أداء ريان آيت نوري في خطة 4-3-3.
ورغم تلقي المنتخب لهدفين إضافيين مع بداية الشوط الثاني، إلا ان التغييرات التي أجراها المدرب فلاديمير بيتكوفيتش كانت فعّالة جدًا، حيث ضخّت دماءً جديدة ومنحت الفريق روحًا مختلفة.
و انتعش الآداء بدخول الثلاثي ياسين بن زية، نبيل بن طالب وبغداد بونجاح، و كانوا نقطة التحوّل في اللقاء ، حيث أعاد بن طالب التوازن لخط الوسط ومرّر كرة حاسمة قبل تسجيله ركلة جزاء، فيما تألق بن زية بصناعة وتسجيل هدف، وكان بونجاح مصدر إزعاج دائم لدفاع السويد.
و يتفق الجميع أن ودية السويد شكّلت اختبارًا مفيدًا للغاية قبيل نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة في المغرب، فالعودة من تأخر 4-0 أمام منتخب قوي مثل السويد ليست بالأمر الهيّن، بل تعكس الروح القتالية داخل المجموعة.
وتبدو بصمة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش واضحة على أداء المنتخب الجزائري، ما يعكس بداية مرحلة واعدة في مسار “الخُضر” ،ومع مرور الوقت، يُتوقع أن يصبح المنتخب أكثر نضجًا وتوازنًا، خاصة مع توفر العناصر الفنية والبشرية القادرة على المنافسة على أعلى المستويات.
ويُعد تنظيم كأس أمم إفريقيا المقبلة في المغرب عاملاً محفزًا إضافيًا، نظرًا للتقارب الجغرافي والتشابه المناخي، ما يمنح الجزائر أفضلية معنوية كبيرة من أجل تحقيق حلم التتويج القاري مجددًا.