بيتكوفيتش يتعلّم من أخطاء بلماضي: لا ازدواجية في المهام قبل الكان !
يسير فلاديمير بيتكوفيتش على خطى حذرة في بدايته مع المنتخب الجزائري، واضعًا نصب عينيه تجنّب الفخ الذي سقط فيه سلفه جمال بلماضي في أواخر ولايته، عندما أدت قرارات خاطئة إلى اهتزاز صورة “محاربي الصحراء” بشكل غير مسبوق.
واختار المدرب السويسري أن يرسم حدودًا واضحة بين المنتخب الأول ونظيره المحلي، حيث قرر عدم السماح بمشاركة أي لاعب من تشكيلته الأساسية في بطولة كأس العرب المقبلة التي ستقام بقطر نهاية هذا العام، رغم أن توقيت البطولة يتزامن مع فترة توقف بعض الدوريات، وعلى رأسها دوري روشن السعودي، ما قد يُتيح الاستعانة بنجوم بارزين مثل رياض محرز أو حسام عوار.
هذا القرار لا يبدو عشوائيًا، بل يستند إلى تجربة مؤلمة عاشها المنتخب عام 2021، حين شارك عدد من الركائز الأساسية في نسخة مشابهة من كأس العرب.
يومها، حاول جمال بلماضي استثمار فترة التوقف بإشراك لاعبيه مع المنتخب المحلي لدعم مسيرة مجيد بوقرة، فدفع الثمن لاحقًا في كأس أمم أفريقيا، عندما انهار الفريق بدنيًا وذهنيًا وخرج من الدور الأول، قبل أن تُستكمل النكسة بالخروج من تصفيات مونديال قطر.
بيتكوفيتش يبدو مدركًا لحساسية المرحلة، وواعٍ لحاجة المنتخب إلى الاستقرار والجاهزية الكاملة قبيل المشاركة في بطولة قارية ستُقام على أرض مغاربية، وتُعد فرصة مثالية لمصالحة الجماهير. لذلك فضّل التركيز على مشروعه الأساسي، دون تشتيت اللاعبين بين بطولتين بفاصل زمني ضيق.
و على ضوء هذا يبدو ان هدف التقني السويسري واضح و هو إعادة المنتخب إلى صورته القوية، واستعادة الثقة المفقودة بعد نكستين متتاليتين في “الكان”.
فبالمجموعة التي تضم السودان، بوركينا فاسو، وغينيا الاستوائية، يدرك بيتكوفيتش أن المهمة لن تكون سهلة، لكن بناء الفريق على أسس متينة وقرارات محسوبة قد يكون مفتاح العودة للواجهة القارية.
