![](/wp-content/uploads/2025/02/a126e75b-368b-42c1-b843-a8ca5ea8c301-780x470.jpeg)
مع انتهاء فترة التحضيرات الشتوية واستكمال المباريات المؤجلة، تستعد بطولة المحترف الأول الجزائري لاستئناف منافساتها من جديد، في ظل مشهد تنافسي مشتعل سواء في مقدمة الترتيب أو في القاع.
و إذا كانت مرحلة الذهاب قد عكست إلى حد بعيد منطق كرة القدم، بتصدر الفرق الكبرى لجدول الترتيب، فإن النصف الثاني من الموسم يُنذر بتحديات أكبر، خاصة مع احتدام الصراع على اللقب واتساع دائرة المنافسة مقارنة بالسنوات الماضية.
شهدت مرحلة الذهاب عودة الأندية التقليدية إلى واجهة المنافسة، حيث تصدّر مولودية الجزائر الترتيب مستفيدًا من نتائجه الإيجابية خارج الديار، ومن ميزة خوض معظم مبارياته المتبقية على أرضه.
ورغم ذلك، فإن الفريق العاصمي يواجه تحديًا صعبًا بسبب التزاماته الإفريقية، مما قد يشكل فرصة لمنافسه المباشر شباب بلوزداد، الساعي لاستعادة هيمنته المحلية بعد خروجه المبكر من دوري أبطال إفريقيا، ما يمنحه تركيزًا كاملًا على البطولة الوطنية.
إلى جانب هذين الفريقين، يبرز كل من اتحاد الجزائر، شبيبة القبائل، شباب قسنطينة ووفاق سطيف كأسماء قوية قد تدخل على خط المنافسة، خاصة مع التدعيمات التي قامت بها بعض الأندية خلال الميركاتو الشتوي.
اتحاد الجزائر، رغم تعثراته في مرحلة الذهاب، يطمح لتعويض ذلك في الشطر الثاني، خصوصًا بعد تغيير الجهاز الفني والتعاقد مع المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، بينما تسعى شبيبة القبائل إلى استعادة بريقها تحت قيادة المدرب الألماني زينبارو، بعد فترة متذبذبة مع عبد الحق بن شيخة.
لا يقتصر التنافس فقط على مراكز القمة، بل إن الصراع من أجل تفادي الهبوط سيكون أكثر شراسة، حيث وجدت فرق بحجم اتحاد بسكرة، شبيبة الساورة، ونجم مقرة نفسها مجددًا في دوامة الخطر، بعدما اعتادت في المواسم الأخيرة على حسم بقائها في الجولات الأخيرة.
أما ترجي مستغانم، الصاعد الجديد، فقد دفع ثمن الاستقدامات العشوائية وتغيير المدربين، ما جعله في وضع صعب، لكنه لا يزال يملك حظوظًا للنجاة إذا تمكن من تحقيق نتائج إيجابية على أرضه والتعامل بذكاء مع المباريات خارج الديار.
إضافة إلى ذلك، فإن أندية مولودية البيض وأولمبيك أقبوا ليست في مأمن من حسابات السقوط، نظرًا للفارق الضئيل في النقاط بين مراكز الوسط ومراكز الخطر، ما يجعل أغلب الفرق مطالبة بالحذر وتقديم مستويات عالية في مرحلة العودة لضمان البقاء ضمن دوري الأضواء.
مع اقتراب الحسم، تبدو المرحلة الثانية من البطولة الجزائرية أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، إذ لم يعد الصراع على اللقب محصورًا بين فريقين أو ثلاثة كما كان في السابق، بينما تعيش العديد من الفرق تحت ضغط الهبوط.
كل هذه العوامل تجعل الجولات القادمة من المحترف الأول مليئة بالإثارة والتشويق، حيث سيكون لكل نقطة وزنها في تحديد مصير الأندية سواء في القمة أو القاع.