بعد تألقهم اللافت وفوزهم بكأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر، أصيب الشارع الجزائري بخيبة أمل كبيرة بسبب سلسلة من الإخفاقات المتتالية لـ”محاربي الصحراء”.
البداية كانت بالفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، تلاها خروج مفاجئ من دور المجموعات في آخر نسختين من بطولة أمم أفريقيا، ما أثار جدلاً واسعاً حول أسباب هذا التراجع.
وفي النسخة الأخيرة من البطولة التي أقيمت في كوت ديفوار، خرج المنتخب الجزائري بشكل مخيب بعد خسارته بهدف نظيف أمام منتخب موريتانيا، ليتذيل مجموعته بنقطتين فقط حصل عليهما من تعادلين مع بوركينا فاسو وأنغولا.
هذه الخسارة جاءت على الرغم من أن المنتخب الجزائري كان بحاجة إلى نقطة واحدة فقط من مباراته أمام موريتانيا للتأهل إلى دور الـ16 والحفاظ على آماله في تحقيق لقب قاري ثالث.
منذ فوزه بلقب 2019 على حساب السنغال في القاهرة، لم يتمكن المنتخب الجزائري من تحقيق أي انتصار في نهائيات كأس أمم أفريقيا، وهو ما زاد من مرارة الجماهير الجزائرية.
واجه المدرب جمال بلماضي، الذي سبق أن قاد المنتخب الجزائري في سلسلة تاريخية من 35 مباراة دون هزيمة انتهت أمام غينيا الاستوائية في يناير 2022، موجة انتقادات شديدة. تلك الانتقادات تصاعدت بعد الخروج المبكر من بطولة 2021 بالكاميرون والفشل في التأهل لكأس العالم 2022. الخروج الأخير من كأس العالم جاء بعد هدف قاتل للكاميرون في الوقت الإضافي من مباراة الملحق الأفريقي، ما حرم الجزائر من تحقيق حلم المشاركة في المونديال.
في أعقاب الخروج من بطولة أمم أفريقيا الأخيرة، أعلن بلماضي خلال مؤتمر صحفي أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن الإقصاء. وأكد أن مستقبله مع المنتخب سيُحدد بعد العودة إلى الجزائر، خاصة أن عقده كان ممتداً حتى عام 2026.
لاحقاً، أعلن وليد صادي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، عن الانفصال بالتراضي مع بلماضي. وكتب صادي عبر حسابه على منصة “إكس”: “اجتمعت مع المدرب جمال بلماضي لمناقشة تداعيات الإقصاء، وتوصلنا إلى اتفاق ودي لإنهاء العقد الذي يربطه بالاتحاد الجزائري. نشكر بلماضي على جهوده مع المنتخب ونتمنى له التوفيق في مستقبله المهني”.