شهد المنتخب الوطني الجزائري في السنوات الأخيرة صعودًا ملحوظًا إلى قمة كرة القدم الإفريقية، خاصة بعد تتويجه بلقب كأس أمم إفريقيا 2019 تحت قيادة المدرب السابق جمال بلماضي.
إضافة إلى ذلك، سجل المنتخب سلسلة غير مسبوقة من المباريات دون هزيمة، حيث وصل إلى 35 مباراة متتالية، متجاوزًا بذلك منتخبات عالمية كالبرازيل والأرجنتين.
هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل كانت ثمرة عمل شاق وتفانٍ، بفضل مجموعة من اللاعبين المميزين مثل رياض محرز نجم مانشستر سيتي، يوسف بلايلي، وسفيان فغولي وإسماعيل بن ناصر.
ما يميز الجيل الحالي تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش هو الجودة الفنية العالية التي يتمتع بها اللاعبون، حيث أصبح الفريق يقدم كرة قدم ممتعة تعتمد على المراوغات الفردية واللعب الجماعي المتقن.
يمكن ملاحظة هذا التطور في أداء اللاعبين مثل ريان آيت نوري، هشام بوداوي، وآدم وناس، إلى جانب إسهامات لاعبين آخرين مثل عمورة وعوار ، اذ يبدو ان التقني السويسري قد منح الحرية للاعبين للتعبير عن إمكانياتهم الفردية، مما عزز من جمالية الأهداف واللعب الجماعي.
تطور المنتخب لا يقتصر على النوعية فقط بل يمتد إلى الكم أيضًا، حيث يتمتع المنتخب الآن بعمق كبير في جميع المراكز، وليس فقط في الخطوط الأمامية.
هذا التوسع في المواهب سيجعل من مهمة بيتكوفيتش في اختيار التشكيلة الأساسية أكثر تعقيدًا، خاصة مع تواجد لاعبين لم يحظوا بفرص كبيرة حتى الآن مثل يوسف بلايلي وفريد بولاية، الذين لا يزال بإمكانهم تقديم الإضافة.
ورغم أن المنتخب الجزائري لم يصل بعد إلى مرحلة الكمال، إلا أن هناك تحسينات واضحة في جميع الخطوط، خصوصًا في الجانب الدفاعي.
على الصعيد الهجومي، يعتبر هذا الخط القوة الضاربة للمنتخب الوطني في الآونة الأخيرة، حيث يضم لاعبين مثل أمين غويري، بن رحمة، وبن زية، الذين يُعدّون من بين الأكثر مهارة وجودة على الساحة الإفريقية.
ومع انضمام الشاب إبراهيم مازة البالغ من العمر 18 عامًا، والذي أظهر إمكانيات كبيرة، يبدو أن الهجوم الجزائري سيظل قوة لا يُستهان بها لسنوات قادمة.
أما خط الوسط، احد اقوى نقاط المجموعة فيعد الأكثر تميزًا من حيث المهارة والجودة، رغم اعتماد بيتكوفيتش على بعض الأسماء فقط ، و هو ما يظهر من خلال ما قدمه هشام بوداوي وحسام عوار إلى جانب قدرات زرقان وأسماء أخرى مثل عبدلي وبولاية مستقبلا .
في الأروقة، يملك المنتخب مجموعة من الأسماء المميزة مثل يوسف عطال، ريان آيت نوري، وحجام، مما يضمن لبيتكوفيتش راحة كبيرة في اختيار تشكيلته الدفاعية، ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى قلب دفاع بنفس جودة رامي بن سبعيني الذي يعتبر الأفضل في هذا المركز.
خلاصة القول، يبقى الحديث عن مستقبل محاربي الصحراء مشجعًا للغاية، حيث يتوقع أن يكون ريان شرقي إضافة نوعية كبيرة للمنتخب، إلى جانب أسماء أخرى يمكنها تقديم الدعم مثل يوسف بلايلي، فارس شايبي، وأمير سعيود ، كما يجب على بيتكوفيتش السعي إلى تعزيز خط الدفاع بمدافعين صلبين، خاصة بعد فقدان موهبة اللاعب قادري لصالح المنتخب الإسباني.