تنطلق هذا الخميس بطولة الرابطة المحترفة الأولى “موبيليس” للموسم 2024-2025، بمشاركة 16 فريقًا. بينما تسعى بعض الأندية لانتزاع اللقب من مولودية الجزائر، حامل لقب الموسم الماضي، تطمح أخرى إلى حجز مراكز تؤهلها للمنافسات الإفريقية ، فيما تسعى بعض الفرق إلى الحفاظ على مكانتها في دوري النخبة كهدف أساسي للموسم.
مولودية الجزائر: البحث عن الحفاظ على اللقب
مهمة حامل لقب الموسم الماضي مولودية الجزائر، لن تكون سهلة يواجه تحديًا كبيرًا في محاولته للحفاظ على لقبه في ظل المنافسة الشرسة من فرق قوية مثل اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد، إلى جانب شبيبة القبائل التي عززت صفوفها بانتدابات نوعية خلال فترة الانتقالات الصيفية.
و تحسباً للموسم الجديد، وعلى الرغم من رحيل صانع ألعابه يوسف بلايلي إلى الترجي الرياضي التونسي، استطاع العميد الحفاظ على قوامه الأساسي و انتداب لاعبين آخرين ذوي خبرة، مثل الجناح الطيب مزياني من النادي الإفريقي التونسي، والمدافع الإيفواري سيرج أنتوني بادجو من نادي سول الإيفواري، والمهاجم الدولي آندي ديلور من نادي أم صلال القطري ، ستعول عليهم ادارة حاج لرجم في دوري أبطال افريقيا .
هذه الانتدابات القوية تضع مولودية الجزائر في موقع المرشح الأبرز للدفاع عن لقبه تحت قيادة المدرب الفرنسي أمير بوميل .
شباب بلوزداد: استعادة الهيبة
من ابرز الاندية التي ستنافس على لقب الدوري هذا الموسم ، شباب بلوزداد، الذي يسعى لاستعادة اللقب بعدما خسر البطولة الموسم الماضي و هو الذي هيمن على آخر أربعة مواسم ، حيث شكّلت خسارة اللقب صدمة كبيرة لجماهيره ومحبيه، ليصبح التتويج هذا الموسم مهمة لا تقبل التهاون.
و يعتمد الفريق تحت قيادة المدرب الفرنسي كورنتين مارتينز، المدير الفني السابق لنادي بارادو، على عامل الاستقرار الإداري والتعزيزات النوعية التي جرت خلال فترة الانتقالات الصيفية، وأبرزها عودة الهداف التاريخي للمنتخب الجزائري، إسلام سليماني، الذي عاد إلى ناديه الأصلي بعد تجربة احترافية في أوروبا استمرت 11 عامًا.
شبيبة القبائل: العودة إلى الأمجاد
من جانبه، يسعى شبيبة القبائل للعودة إلى الواجهة بعد فترة من التراجع، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط في نهاية الموسم الماضي.
و يعود آخر لقب للبطولة للفريق إلى عام 2008، لذا يسعى النادي لاستعادة أمجاده تحت قيادة المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة الذي عينته ادارة الكناري كجزء من سياستها الجديدة الممولة من قِبل “شركة موبيليس”، والتي استثمرت بشكل كبير في تعزيز الفريق، وجلب أسماء بارزة على رأسها لاعب الوسط الدولي السابق رياض بودبوز القادم من نادي أُحد السعودي.
اتحاد الجزائر: الحلم باللقب بعد خمس سنوات
أما اتحاد الجزائر، المعنيّ بخوض غمار كأس الكونفيدرالية الإفريقية، سيسعى هو الآخر للتنافس بقوة على اللقب بعد خمس سنوات من تتويجه الأخير، فقد أظهر نية واضحة في لعب الأدوار الأولى .
تحت اشراف الرئيس عثمان سحباني، شهد الفريق نشاطًا ملفتًا في سوق الانتقالات، هذا الصيف مما أثمر عن ضم لاعبين مميزين مثل صانع الألعاب البوليفي أداليد تيرازاس من نادي الوايز رايدي البوليفي، والمدافع الدولي الكونغولي كيفين مونديكو من تي بي مازيمبي الكونغولي، والجناح الأيمن حسام الدين غشة القادم من الترجي التونسي.
شباب قسنطينة: السعي للتواجد في البوديوم
من جهته، يسعى فريق شباب قسنطينة، الممثل الثاني للجزائر في كأس الكونفدرالية، إلى تقديم أداء قوي في البطولة الوطنية والمنافسة على المراكز الأولى، تأكيدًا على الوجه الإيجابي الذي ظهر به في الموسم الماضي.
و من المتوقع ان تمنح قيادة المدرب المخضرم خير الدين ماضوي مقاليد العارضة الفنية خلفًا لعبد القادر عمراني الفريق إضافة نوعية تساعده في تحقيق أهدافه.
مولودية وهران ووفاق سطيف: البحث عن تحسين المراكز
بدوره، يستعد وفاق سطيف، أحد أكثر الأندية تتويجًا في الجزائر، للموسم الجديد بتشكيلة معززة بعدد من اللاعبين الجدد، في الوقت الذي تولى فيه رضا بن إدريس، ابن الدار، القيادة الفنية للفريق.
وعلى الرغم من طموح الوفاق في العودة إلى منصات التتويج بعد احتلاله المركز الخامس في الموسم الماضي، إلا أنه لم يقم بانتدابات كبيرة، معتمدًا على تعزيز تشكيلته بشكل مدروس.
يطمح فريق مولودية وهران، الذي كافح بقوة لتجنب الهبوط في الموسم الماضي، إلى تقديم موسم مشرف تحت قيادة المدرب يوسف البوزيدي.
فضلت إدارة النادي الاحتفاظ بمدربها على رأس الجهاز الفني، كما قامت بتعزيز التشكيلة بنحو عشرة لاعبين جدد، بهدف إعطاء دفعة نوعية للفريق وتحقيق نتائج أفضل.
أما فريقا نجم مقرة واتحاد بسكرة، اللذان ضمنا البقاء في الرابطة الأولى بصعوبة خلال الجولات الأخيرة من الموسم الماضي، فقد فضلا الاستمرار مع مدربيهما، اليامين بوغرارة ومنير زغدود على التوالي ، اذ يهدف الفريقان إلى تجنب أخطاء الماضي والعمل على تأمين مراكز في وسط الترتيب، لضمان موسم أكثر استقرارًا.
أولمبي أقبو وترجي مستغانم: لإثبات الجدارة بين الكبار
لا يخلو الدوري الجزائري من المفاجآت في كل موسم خاصة تلك التي تصنعها الفرق الصاعدة ، الصاعدان الجديدان إلى بطولة الرابطة المحترفة الأولى، أولمبي أقبو وترجي مستغانم، يستعدان بدورهما لخوض تحديات كبيرة بين عمالقة الدوري.
يطمح الناديان لكسر القاعدة وتقديم عروض قوية، رغم صعوبة المهمة رغم درايتها بـحجم التحدي أمامهما، خاصة وأنهما سيواجهان فرقًا ذات خبرة طويلة في البطولة ، خاصة اولمبي أقبو الذي سيختبر أجواء النخبة لأول مرة في تاريخه، إلا أن الفريقان يطمحان لتحقيق نتائج إيجابية ، ومع ذلك، فإن التوقعات مفتوحة، والبطولة الجزائرية معروفة بقدرتها على قلب الموازين.
فرص المنافسة وتحديات الموسم
ورغم هذه التوقعات، فإن البطولة الجزائرية عُرفت بمفاجآتها الدائمة، إذ لا يضمن المنطق نتائج معينة في ظل التنافس الشديد بين الفرق التي تتقارب مستوياتها ،وفي ضوء النشاط الكبير الذي شهدته فترة الانتقالات الصيفية، حيث عملت الفرق الـ16 جاهدة لتعزيز صفوفها، يبدو أن جميع السيناريوهات واردة هذا الموسم، رغم أن الكفة تميل نسبيًا نحو الفرق المرشحة للعب الأدوار الأولى مثل مولودية الجزائر، اتحاد الجزائر، وشباب بلوزداد.
في سياق متصل وتحضيرًا للموسم الكروي الجديد، أقدمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) على اقتناء أربعة أجهزة خاصة بتقنية الفيديو المساعد “الفار”، واعتمدت 35 حكمًا بين مشرف ومساعد على غرفة “الفار”.
تم تأهيل هؤلاء الحكام خلال دورة تكوينية خاصة بهذه التقنية، أُقيمت في أكاديمية الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في القاهرة خلال شهر أوت الماضي ، كما قامت الفاف مؤخرا بتنظيم ملتقى لحكام النخبة الخاص بحكم الفيديو المساعد بالقرية المتوسطية بوهران بمشاركة خبراء التقييم لضمان أقصى درجات الكفاءة في استخدام التقنية قبل بداية البطولة.
