من المثير للاهتمام أن الدراسات أظهرت أن الحائزين على الميدالية البرونزية غالباً ما يكونون أكثر سعادة من الحائزين على الميدالية الفضية، وهو ما قد يبدو غير منطقي عند التفكير فيه.
فمنطقيا الحائز على الميدالية الفضية يجب أن يشعر بالرضا أكثر، إلا ان الأكيد ان العقل البشري يعمل بطرق معقدة.
تعود هذه الظاهرة إلى ما يُعرف بـ “التفكير المضاد للواقع” ، فالحائز على الميدالية الفضية قد يشعر بخيبة أمل لأنه لم يتمكن من الفوز بالميدالية الذهبية، بينما الحائز على الميدالية البرونزية يشعر بالرضا لأنه حصل على ميدالية بعد كل شيء ( كفرصة اخيرة) .
بعبارة أخرى، يحصل صاحب الميدالية البرونزية على شعور بالنجاح والإنجاز، بينما يشعر صاحب الفضية بالأسف لأنه لم ينل المرتبة الأولى.
هذه الظاهرة تمتد إلى جوانب أخرى من حياتنا ، اذ كثيراً ما نركز على ما نفتقده بدلاً من التقدير لما نملكه ، لذا من الضروري أن نكون شاكرين لما لدينا ونعترف بإنجازاتنا، مهما كانت صغيرة، لأن التركيز على النعم بدلاً من التفكير في ما ينقصنا يساعد في الحفاظ على إيجابيتنا وتحفيزنا.
