كرة القدممحلي
أخر الأخبار

فرق العاصمة تهيمن على الألقاب… ما السبب؟

شهدت خارطة كرة القدم الجزائرية في السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا، مع بروز واضح للثلاثي العاصمي: شباب بلوزداد، مولودية الجزائر، واتحاد العاصمة، الذين سيطروا على مختلف الألقاب المحلية من دوري وكأس وكأس ممتازة، ليفرضوا أنفسهم كقوة كروية أولى في البلاد.

وبينما تسجّل بعض الفرق التقليدية مثل وفاق سطيف، شبيبة القبائل، شباب قسنطينة، وشبيبة الساورة حضورًا متقطعًا ومحدود التأثير، تعيش العاصمة الجزائرية على وقع هيمنة كروية غير مسبوقة لثلاثيها التاريخي، بدعم مالي وتنظيمي كبير.

وفي الجهة المقابلة، لا تزال فرق مثل نصر حسين داي، اتحاد الحراش، ورائد القبة غائبة عن المشهد، عاجزة عن العودة إلى دوري الأضواء، وسط تكرار للمواسم المتشابهة في الأقسام السفلى.

وتبدو مولودية الجزائر اليوم على أبواب مرحلة جديدة من التألق، بفضل دعم أقوى شركة اقتصادية في إفريقيا، وبروز طموح قاري جاد، خاصة مع الحديث عن انتدابات وازنة على غرار يوسف بلايلي وآدم وناس، ما قد يجعل المولودية مرشحة للعب أدوار البطولة في المسابقات الإفريقية، وإحياء مجدها القاري الذي يعود لقرابة نصف قرن.

أما شباب بلوزداد، ورغم خروجه خالي الوفاض هذا الموسم، بعد خسارة نهائي كأس الجمهورية واحتلاله المركز الثالث في البطولة، إلا أنه لا يزال يُعتبر أحد أقوى الأندية تنظيمًا واستقرارًا، ويستعد لخوض كأس الكونفدرالية لأول مرة، بطموحات جدّية لتعويض خيبات دوري الأبطال، وتحقيق أول لقب قاري في تاريخه، وهو الذي كان أول فريق جزائري يخوض غمار المنافسات الإفريقية.

ولا يمكن الحديث عن الكرة العاصمية دون التوقف عند اتحاد العاصمة، الفريق الذي سجل عودة قوية إفريقيًا، وتُوج مؤخرًا بكأس الكونفدرالية، ليؤكد أنه لا يزال رقما صعبا في المعادلة، خاصة في ظل استقراره الإداري والمالي.

التنافس بين فرق العاصمة الثلاثة بات يضفي نكهة خاصة على المشهد الكروي، ويمنح المباريات طابعًا جماهيريًا لا يُضاهى، سواء بين الأصدقاء، الجيران أو أفراد العائلة الواحدة، حيث أصبحت الداربيات العاصمية بمثابة مهرجانات كروية تشعل الشارع الجزائري.

وفي المقابل، تعاني مدن أخرى من غياب المنافسة المحلية الحقيقية، مثل ما يحدث في وهران التي غابت عنها جمعية وهران، وتراجع أداء مولودية وهران، أو في قسنطينة التي لم تشهد داربي محلي منذ اختفاء مولودية قسنطينة، ما حرم شباب قسنطينة من مباريات كلاسيكية قد تبني له شخصية قوية في المدى البعيد.

وتعود أسباب هيمنة فرق العاصمة إلى عوامل واضحة، أبرزها الدعم القوي من شركات وطنية عملاقة، التي أنهت أزمة السيولة ووفرت استقرارًا إداريًا وفنيًا، بالإضافة إلى توفر المنشآت الرياضية والملاعب المخصصة للتدريب والمباريات، دون نسيان أن عددًا من نجوم المنتخب الوطني مرّوا عبر هذه الأندية في السنوات الأخيرة، على غرار سليماني، ديلور، وبلايلي.

إنّ المنافسة المحمومة بين هذه الأندية الثلاثة ليست مجرد صراع محلي، بل هي وقود حقيقي يدفع بكل فريق نحو القمة، ويعيد للكرة الجزائرية هيبتها المفقودة، محليًا وقاريًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى