
أثارت المجموعة الخامسة من دورة كأس أمم إفريقيا، التي تضم المنتخب الجزائري، اهتمامًا كبيرًا في الصحافة المغربية والمواقع الإلكترونية في المملكة، حتى أن الحديث عن “الخضر” طغى على الحديث عن المنتخب المغربي نفسه، الذي ستستضيف بلاده النسخة القادمة من البطولة الإفريقية.
لكن الغموض يلف هذه الدورة، حيث لا يزال المنتخب الوطني الجزائري يجهل بدقة مكان مواجهة منافسيه وتوقيت المباريات، خاصة أن الملعب المقترح لاستقبال مباريات رفقاء رياض محرز لا يزال قيد الإنشاء ، كما أن توقيت المباريات، سواء ليلًا أو ظهرًا، لم يتم تحديده بعد.
في هذا السياق، يُفضل أن يركز الفريق الإداري والفني للمنتخب الجزائري على تصفيات كأس العالم، التي ستختتم مبارياتها الأخيرة قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا.
حيث ستواجه الجزائر مباراتين حاسمتين في شهر رمضان، أمام بوتسوانا خارج الديار وموزمبيق على أرضها، تليها مواجهات صعبة أمام أوغندا وغينيا والصومال.
الهدف الأساسي هو التأهل إلى كأس العالم في القارة الأمريكية، خاصة أن الجمهور الجزائري يهتم أكثر بالمونديال، بينما يرى أن كأس إفريقيا قد تكون مليئة بالمفاجآت غير المتوقعة.
عندما تأهل المنتخب الجزائري بقيادة رابح سعدان إلى كأس العالم في المكسيك عام 1986، ارتكب المشرفون على الفريق خطأً فادحًا بإرسال التشكيلة الأساسية للمشاركة في كأس أمم إفريقيا في مصر عام 1990، قبل ثلاثة أشهر فقط من المونديال.
نتيجة لذلك، تعادل “الخضر” أمام زامبيا والمغرب، وخسروا المباراة الفاصلة أمام الكاميرون، مما أثر سلبًا على أدائهم في المكسيك، حيث خرجوا من الدور الأول بتعادل وحيد أمام إيرلندا وخسارتين أمام البرازيل وإسبانيا.
اليوم، الوضع أكثر تعقيدًا، حيث يُتوقع أن يستغل الجانب المغربي كل فرصة للاستفزاز، وقد يُدخل السياسة في المعادلة، خاصة في قارة إفريقية متقلبة، واتحاد الكاف الذي يُدار أحيانًا بحسب المزاج.
لذلك، على الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) أن يبعد اللاعبين تمامًا عن التفكير في كأس أمم إفريقيا، وعدم الانشغال بمسائل مثل الفنادق أو الملاعب أو توقيت المباريات أو عدد الأنصار الذين سيسافرون إلى المغرب، لأن هذه الأمور قد تؤثر سلبًا على معنويات الفريق.
أمام الجزائر مهمة رئيسية، وهي انتزاع بطاقة التأهل إلى كأس العالم، وإذا أمكن، تحقيق ذلك قبل نهاية التصفيات. بعد ذلك، ستواجه “الخضر” كأس العرب في قطر، حيث ستدافع عن لقبها السابق بقيادة نجومها مثل رياض محرز وبلايلي وغيرهم.
أما بالنسبة لكأس أمم إفريقيا، إذا رأت الإدارة أن المشاركة فيها قد تعيق التحضير الجيد للمونديال، فيمكنها اللجوء إلى المشاركة بالمنتخب الثاني، وهو خيار سبق أن اتبعته العديد من المنتخبات الإفريقية التي فضلت التركيز على المونديال بدلًا من خوض معارك مرهقة في كأس إفريقيا.